العتمة كانت أكبر من كل شيء… وفي عمق الظلمة .. والخوف والوحدة .. كنت أبحث عن من ينتشلني من المعصية .. كانت العتمة أكبر من مساحة القلب والروح والذاكرة .. نهضت من فراشي في الثلث الأخير من الليل منكسة الرأس والراية .. منكسرة الفؤاد والنفس .. أردت طلب حق الجوار .
أستجير بك من الخطيئة … من زلل القلم وزلة اللسان من عبارة حب طائشة لكنها تصيب هدفها في مقتل ..كنتُ أريد أن أصرخ بك من كل آثام العشق …. وذنوب الحنين …. حتى لا يضلُ قلبي .. ولا يتوه عقلي ، لكن لغتي استعصت على أزرار طابعتي ..انسحب قلمي بهدوء وتخلى عني … جف الحبر .. وتحجرت دمعتي في صدري ولم تسعفني حتى أبجديات جنوني التي كنت أكتب بها ، عزّ علىَّ إفلاسي من كل شيء حتى الصرخة ماتت …. غاصت في ظلام القلب ، و لم يكن لي حتى حق البكاء على أعز مفقوداتي .
لم تُجدِ أي صلاة في محرابك .. لم يُقبل أي تضرع .. ألتفتُ إلى كل الاتجاهات علني أجد من يبلغك آلامي
كنتُ بحاجة ماسة إليك ..توقظني من غفوتي وغفلتي … أحتمي بكلماتك من نفسٍ قاسية أمارة بالسوء … من ذنبٍ لا يغتفر .. من هاويةٍ بلا قرار، لذلك استعنتُ بكل ما لدي من قوة سحر .. قرأتُ كل التعاويذ … سكبتُ كل الأحجبة ..بعثرتها في كل طريق يؤدي إليك .. تجرعت كل الأدوية والسموم .. وعلقت التمائم على الأبواب والحيطان ورشقتها بين طيات ملابسي …قرأت كل كلام الجان .. والعفاريت بالمقلوب بخرت حروفها بين وسائد مخدعي مع عطري.. استعنت بسحري ونحري واستعنت بكل شيء لأقول بلسان عربي فصيح غير ذي عوج ….. مد يدك
كي أصل إليك … لكن الإثم العظيم قتل صرخة النداء المبين
وخطايا النفس التي تكاثفت وصارت كالجبل سدت قامة عنفوان اللحظة ساعة الإصغاء ولحظة الرحمة التي مددت فيها يدك إلى لتنتشلني من هاوية النفس السحيقة وما عصيتُ حبك ولكن سولت لي نفسي . .